في قرية صغيرة فوق قمة جبل، كانت هناك عائلة سعيدة تعيش في منزل خشبي دافئ. كان في العائلة ثلاثة أطفال: سامي وليلى وياسر، يذهبون كل صباح إلى المدرسة القريبة من قريتهم تحت الجبل، وكان يذهب والدهم ليعمل في الحقول القريبه من منزلهم.


استيقظ الأطفال مبكرًا كعادتهم، تناولوا فطورهم، ثم حملوا حقائبهم وودعوا والديهم بابتسامات مشرقة. انطلقوا في طريقهم إلى المدرسة وهم يغنون ويمرحون، ولم يعلموا أن هذا اليوم سيكون مختلفًا عن كل الأيام السابقة!


عند المساء، وبينما الأطفال مشغولون بدروسهم، هبت رياح عاصفة قوية على القرية، وأمطار غزيرة بدأت تنهمر بلا توقف. كانت الرياح تعصف بالمنازل والأشجار، والبرق يلمع في السماء مثل مصابيح ضخمة، بينما صوت الرعد يهز الأرض.

المعلمون في المدرسة شعروا بالخطر، فقرروا أن يبقوا الأطفال داخل المدرسة حتى تهدأ العاصفة. وبعد ساعات طويلة، هدأت الرياح وتوقفت الأمطار، فسمح المعلمون للأطفال بالعودة إلى منازلهم.

عندما وصل الأطفال إلى قريتهم، توقفوا فجأة من شدة الصدمة! لم يجدوا منازلهم، ولا والديهم، ولا أي شيء من قريتهم! كل شيء تحول إلى حطام، والأشجار مكسورة، والطريق ممتلئ بالماء والطين.

سامي بعيون دامعة: “أين منزلنا؟ أين أمي وأبي؟!”
ليلى وهي تمسك بيد ياسر: “يجب أن نبحث عنهم! لن نستسلم!”

بدأ الأطفال يمشون بحذر بين الحطام، ينادون على والديهم، لكن لم يسمعوا أي رد. فجأة، تذكرت ليلى شيئًا مهمًا!
قالت بحماس: “أتذكرون الشجرة العظيمة التي كنا نلعب عندها؟ لقد قال أبي إنها قوية ولن تسقط أبدًا! ربما ذهب الجميع إلى هناك ليحتموا من العاصفة!”

أسرع الأطفال نحو الشجرة، وكانت مفاجأتهم كبيرة!

عند جذع الشجرة الكبير، وجدوا كل أهالي القرية هناك، بما فيهم والديهم! كانوا جميعًا يجلسون تحت أغصان الشجرة الضخمة التي حمتهم من العاصفة.

ركض الأطفال نحو والديهم وعانقوهم بشدة، والدموع تملأ عيونهم من الفرح.
قال الأب: “الحمد لله أنكم بخير! عندما بدأت العاصفة، علمنا أن المنازل لن تصمد، فجمعنا الجميع هنا تحت الشجرة العظيمة.”
أما الأم فمسحت دموع الأطفال وقالت: “لا تقلقوا، سنعيد بناء بيوتنا، وسنجعل قريتنا أجمل وأقوى مما كانت!”

تعاون جميع أهل القرية لإعادة بناء منازلهم، وزرعوا الأشجار من جديد، وصنعوا بيوتًا أقوى من ذي قبل. وعلم الأطفال درسًا مهمًا: أن الحب والتعاون هما سر القوة، وأن العائلة هي أهم ما في الحياة.
وهكذا، عادت القرية أكثر جمالًا، وعاش الأطفال مع والديهم بسعادة وأمان.
النهاية. 🌿💖

Add comment